Posts

وحدي والصدى

الآن يأتي الطوفان.. طوفان لا يشبه أي شيء  لا يشبه طوفان نوح، إذ ليس لي سفينة إلا قلبًا مثخنًا بالثقل. ولا يشبه أي غرق سابق. إذ أنني لا أغرق، بل أطفو على قلقي..  كيف لإنسان بسيط مثلي أن يطفو على قلقه، أن يراه من أعلى، أن يراه بوضوح ويراه كله؟  فأنا المد، والجزر الشعور، ولا يزعجني عمق القلق الذي أطفو عليه  فكيف لإنسان مليء بكل هذا الحمل والثقل أن يشعر بالخفة؟ وكيف أجرؤ بعد كل هذا أن أصفني بالبساطة؟ أعني، أن أحمل داخلي هذه المتاهة اللامنتهية، والتخبط، لا يجعلني إنسانًا بسيطًا. بل إنسانًا عالقًا في معترك مشاعره وتعقيده. لقد اعتدت التجوف بداخلي، الفراغ الذي كلما دسست رأسي هربًا من صخب الحياة أسمع صداي فيه..  وحدي والصدى..  وما أثقل أن يكون الإنسان وحيدًا مع صدى أفكاره،  أن تطفو ثقيلًا، كأن تحمل الكون بين كفيك دون أن تدري، وتحاول المشي مستقرًّا دون خطأ. ولكنني لست ثابتة، غير مستقرة كهذه الأرض تمامًا، فيتناثر الكون مني وعليّ ثم يأتي الطوفان، وآتي أنا قبله وبعده وفيه.. 

Faded Shade

It never goes away, it’s always there. It only fades, it’s a shade.  We made a truce, since we are part of each other.  It gives me darkness, I give it calmness.  It comes less, but I must welcome it with no complaints. Sometimes it allows me to stop and catch my breath, but usually we’re in a race, who beats the other.  I have always imagined myself as a tree, that’s why I guess I have an attached shade that never leaves.  Since I am a tree, my branches could be broken, my leaves are falling, and this always comes to an end, I bloom in spring. I become greener than ever, then, here it ends again.  A cloud passes by, and here, it comes a storm, I might be the thunder, I might be the lightning .  Its chaos is my wind, and my fears are its rain. I fall, I bloom, I rain again. This, I think, makes life feels like a roller coaster, a journey of ups and downs, highs and lows, dark and light, laughs and tears.  Yet, it n...

ظل يتيم..

استوطنني الشعور، تجذّر فأصبح عصيًّا على الاجتثاث، إذ كيف يلفظ الوطن ساكنه؟  لم أعد قادرة على تمييز نفسي دون أن يسبقني أمامي لأتذكره. صار كاليد الثالثة، كقلبٍ ثان تنقصه الأمنيات، صار زائدًا فيّ ما إذا غاب أَنقُص.  أعتقد أنني الملامة هنا.   قد تتساءل لماذا، ولكنني لا أملك إجابات لكل شيء.  أتدري أن أكثر الأماكن سكونًا أثناء الأعاصير هو أن تكون بداخلها؟ تتعدى الفوضى وأناك المبعثرة، ثم تندفع للداخل بكامل قوتك،تشق الطريق، تكسر الحاجز الهائج، ثم تبقى هناك، في المنتصف.  تظن أنك أصبحت في مأمن، بعيدًا عن كل الضوضاء والزحام المتراكم بداخلك وخارجك. لكننها لا تنتهي، لا تتوقف، تظل، أنت فقط، في المنتصف، وتظل الأشياء تدور، تتكسر، تتبعثر، لكنك ساكن.   تسألني عن السكون؟ أسألك ما إذا كنت تملك أي فكرة عن السكون الذي لا يهدأ؟ أسألك، كيف يمكن لإنسانٍ بسيط أن يشرح شعوره؟ كيف يقوى على وصفه بكلمات أبسط من تعقيده وتركيبته؟  كيف أصف  شعور القشة بجملة تفهمها؟ ماذا عن الشق الذي بقلبي، كيف أرتبه بكلمات مفهومة؟وظلّي اليتيم، كيف ستراه؟ ليست الأشياء قابل...

أنت لست وحدك.. وأنا لست وحدي

كنت أشعر بالحزن حين تكورت على نفسي باحثة عن رحم في ضجة الحياة يسمح لي بالبقاء كجنين يطفو في العتمة ويحيطه الصمت والهدوء.  لم أكن أعلم سبب هذه الغمامة التي أغرقتني في الفراغ. كان اعتقادي بأن السيطرة على أفكاري المتسارعة، والحد من الضوضاء العارمة والتحول لشخص إيجابي يرى الحياة بلون وردي، سيحد من تسارع الفوهة العميقة التي تتوسطني.  اتضح أنني مخطئة، وكلما زدت إصرارًآ على الهروب من هذه الفجوة المجهولة، علقت بها أكثر، وتلاشيت أكثر. كانت أشبه بالرمال المتحركة.  ظللت عالقة؛ غير قادرة على المضي قدمًا ولا التراجع للوراء. حتى اعتدت كل شيء.  الفجوة، الفراغ، الهدوء الطويل والتلاشي.. كل شيء.  اعتدت كل هذا حتى ابتلعني الشعور باللاشيء، انعدام القيمة، الفشل، والسخط على الحياة، إلى أن توصلت إلى عقد صلح مع فكرة الموت التي أثارت فضولي بدل خوفي، حينها، وحينها فقط، أدركت حاجتي للمساعدة. لا الأصدقاء الأقوياء، ولا العائلة الحنونة على قدر كافٍ لمساعدتي في تخطي هذا الغرق وطوفان اللاشعور.  تم تشخيصي بالاكتئاب، والذي عقدت هدنة معه بالرغم من عدم امتناني للفوضى التي خلق...

مرحبًا.. اسمي ملاك

في الحقيقة لا أعرف ما الدافع الذي دفعني لكتابة هذه المدونة، والتي سأعرف بنفسي من خلالها، بالرغم من الصعوبة البالغة التي تتطلبها هذه المهمة، لكنني سأحاول جاهدة لأنني وفي المقام الأول أستحق أن أعرف من أكون في هذه اللحظة، ويستحق قارئ هذه المدونة أن يعرف مَن يقرأ.  مرحبًا،  اسمي ملاك، وأعاني من الاضطراب الاكتئابي. اكتشفت ذلك مؤخرًا بعد اعتقادي لمدة طويلة أن هذه الفوهة هي حقيقتي.  كنت أطفو على قلقي، أغرق في العتمة أيامًا، وعندما أنتهي من الدوران حول محوري، أشع كشمس في فضاء مبعثر ثم أعود للدوران مجددًا. واللحظة الحاسمة لطلب مساعدة أحدهم هي بعد أن ابتُلعتُ بأكملي في خواء روحي. كثيرًا ما أعبر عن ما يجري بداخلي كعاصفة، كفوضى، وأحيانًا أصف نفسي بالقشة الهشة. كما ذكرت بضع مرات أنني أقف في منتصف الأشياء، أو أشعر بالتزعزع والفراغ كأنما ثقبًا أسودًا قد ابتلعني.  مرحبًا،  اسمي ملاك، وأجلس في زاوية حتى أشعر بالراحة حول الآخرين لأخطو الخطوة الأولى حولهم؛ فإن المشي في الشوارع ومواجهة البشر يستدعي كمًّا كبيرًا من الجهد والطاقة. كما أن سماع ضوضاء عقلي في زخم ضجيج ا...

One of The Things That Has Changed

For the past two/three years, I have been commemorating Ashoora, the martyrdom of Imam Hussain, in a way differs from the way I used to. I grew up in a Shia community that has its special rituals for these days, I cannot say it's wrong nor right because it has always been cultural to me than what it is really supposed to be. I have attended sermons with my mother since my childhood. I listened and knew how this historical epic happened, but never realized why and how great i t is until I experienced it in couple different places with different group of people.  Witnessing the impact of it, the real one I am talking about, realizing it does not have to be as same as my community does it, that it only requires your attention, emotions, and your empathy, in addition to your faithful/spiritual side.  This epic wasn't only for us, it doesn't only represent us, it is way more than that. I am grateful for the chances of which I have got to experience all of this. To see wh...

تعم الفوضى، فيغرق الهدوء

وانقضى اليوم . منهكة؛ أسرع بلهفة لأتبخر في سريري الواسع؛ هذه النهايات المثالية لليالي الثقيلة المكتظة بالأشخاص والأصوات .   أشرع بإمساك الرواية التي كنت أسترق الدقائق الهادئة خلال اليوم لأقرأ منها نصف صفحة، لكنني لا أقرأ . أصمت، أتأمل السكون الذي يغمر غرفتي البيضاء . أتأملها، ثم أتأملني . أصمت مجددًّا .  انقضت الأيام هنا، لم يتبقى إلا القليل لأعود للروتين المفرد الخاص بي . هل افتقدته؟ لا أعلم، ربما قليلًا، أو كثيرًا، لكنني أكيدة بأنني لم أكتف من هذا كله.    أُسكِتُ صوتي مرة أخرى، لكن الضوضاء لا تسكت، وأسرح .  يأكلني السؤال بين حين وآخر منذ مدة طويلة . ثمَّ ماذا؟ كيف سأنتهي؟ ومالذي سيحدث في منتصف البداية والنهاية؟   رغم انشغالي هناك، وأعني هناك بالغربة التي كلما شعرت بالإنتماء لها، لفظتني، لا أزال أشعر بالفراغ . قد لا يكون الفراغ ما يثير كل هذه التساؤلات، ربما شعوري بالعجز . فيظهر تساؤلٌ ثانٍ، أي عجز هذا؟ ويظهر ثالث ي...