ظل يتيم..

استوطنني الشعور، تجذّر فأصبح عصيًّا على الاجتثاث، إذ كيف يلفظ الوطن ساكنه؟ 
لم أعد قادرة على تمييز نفسي دون أن يسبقني أمامي لأتذكره. صار كاليد الثالثة، كقلبٍ ثان تنقصه الأمنيات، صار زائدًا فيّ ما إذا غاب أَنقُص. 

أعتقد أنني الملامة هنا.   قد تتساءل لماذا، ولكنني لا أملك إجابات لكل شيء. 
أتدري أن أكثر الأماكن سكونًا أثناء الأعاصير هو أن تكون بداخلها؟
تتعدى الفوضى وأناك المبعثرة، ثم تندفع للداخل بكامل قوتك،تشق الطريق، تكسر الحاجز الهائج، ثم تبقى هناك، في المنتصف. 
تظن أنك أصبحت في مأمن، بعيدًا عن كل الضوضاء والزحام المتراكم بداخلك وخارجك. لكننها لا تنتهي، لا تتوقف، تظل، أنت فقط، في المنتصف، وتظل الأشياء تدور، تتكسر، تتبعثر، لكنك ساكن. 
 تسألني عن السكون؟ أسألك ما إذا كنت تملك أي فكرة عن السكون الذي لا يهدأ؟
أسألك، كيف يمكن لإنسانٍ بسيط أن يشرح شعوره؟ كيف يقوى على وصفه بكلمات أبسط من تعقيده وتركيبته؟ 
كيف أصف  شعور القشة بجملة تفهمها؟ ماذا عن الشق الذي بقلبي، كيف أرتبه بكلمات مفهومة؟وظلّي اليتيم، كيف ستراه؟
ليست الأشياء قابلة للتبسيط، فلم تعد الأشياء واضحة. 

وترجع تسأل، وترجع خائبًا حائرًا بلا إجابات ووصف. 

Comments

Popular posts from this blog

رحيل جدير بالتذكّر لا النسيان

أنت لست وحدك.. وأنا لست وحدي

Faded Shade