وحدي والصدى

الآن يأتي الطوفان..
طوفان لا يشبه أي شيء
 لا يشبه طوفان نوح، إذ ليس لي سفينة إلا قلبًا مثخنًا بالثقل.
ولا يشبه أي غرق سابق. إذ أنني لا أغرق، بل أطفو على قلقي.. 
كيف لإنسان بسيط مثلي أن يطفو على قلقه، أن يراه من أعلى، أن يراه بوضوح ويراه كله؟
 فأنا المد، والجزر الشعور، ولا يزعجني عمق القلق الذي أطفو عليه
 فكيف لإنسان مليء بكل هذا الحمل والثقل أن يشعر بالخفة؟
وكيف أجرؤ بعد كل هذا أن أصفني بالبساطة؟
أعني، أن أحمل داخلي هذه المتاهة اللامنتهية، والتخبط، لا يجعلني إنسانًا بسيطًا. بل إنسانًا عالقًا في معترك مشاعره وتعقيده.

لقد اعتدت التجوف بداخلي، الفراغ الذي كلما دسست رأسي هربًا من صخب الحياة أسمع صداي فيه.. 
وحدي والصدى.. 
وما أثقل أن يكون الإنسان وحيدًا مع صدى أفكاره، أن تطفو ثقيلًا، كأن تحمل الكون بين كفيك دون أن تدري، وتحاول المشي مستقرًّا دون خطأ.
ولكنني لست ثابتة، غير مستقرة كهذه الأرض تمامًا، فيتناثر الكون مني وعليّ ثم يأتي الطوفان، وآتي أنا قبله وبعده وفيه.. 

Comments

Popular posts from this blog

رحيل جدير بالتذكّر لا النسيان

أنت لست وحدك.. وأنا لست وحدي

Faded Shade