لمن نسمع ولمن لا نسمع؟


نحن جميعًا نقف تحت مظلة الأحكام الموجهة للغير وقد تكون أغلبها أصابع اتهام دون وجود أدنى دليل أو دون معرفة ما يحدث خلف ستائر مسرحية الظاهر، وبما إننا واقعون تحت سيطرة الإنحياز السلبي جل ما تسمعه آذاننا وتتأثر به قلوبنا وأرواحنا وحتى هممنا العالية التي فاقت حدود السماء، هو ما يطلقه مَن حولنا دون أي إدراك لأسباب أو دوافع أو مبررات كافية لتسقط تهمة الذنب. 
لنفسي ولكل من تعثّر في حفر الاختيارات الكثيرة وغرق في دوامة الحيرة، لكل من وجِهت له تهمة التقصير أو تهمة عدم معرفة المصلحة أو حتى فكرة  جُهِر بها سابقًا أمام الملأ منذ سنين عدة والآن تغيرت. من الخطأ أن نهتم بالجملة التي سددها شخص ناقد لا يمتلك صلاحية النقد أو كاره يضرّه كل إنجاز نفخر به أو غارق في ماضٍ ولا يمكنه المضي قدمًا، من يهمنا حقًّا هم أولئك الذين تحتضنهم عوالمنا المليئة بهم والمتسعة لهم، من امتدت قلوبهم قبل أيديهم لتنفض عنا غبار الاستسلام ويزودون هممنا بعد أن شحَّ صبرها. هؤلاء هم من يجب أن يكونوا في مقدمة صفحة إنجازاتنا وصداهم أول صدى نسمعه في مساحاتنا الشاسعة.


كفتاة اختارت الغربة وجهتها الأولى، رأيت من لم يسرّه اختياري وسمعت من انتقدني لجهلي بقراراتي التي تخصني وتؤثر على حياتي بتأثير قصير المدى وآخر طويل بامتداد العمر كله، ولاحظت أيضًا من شكّك في صمودي وأنني أضعف من أن أتحمل غربة.كلٌّ فرض فرضيته الخاصة وأطلق شتّى الأحكام ولن أكذب وأخفي حقيقة أن أمرًا كهذا لم يحبط من عزيمتي ويكسر مجاديفي التي لم يبللها الماء بعد، لكنني وبعد مدة أدركت بأن مَن حولي ومن بجانبي أكثر بكثير من أولئك الذين نصبوا أنفسهم سدًّا منيعًا يحول بيني وبين حلم طفولة كبر داخل قلبي وإرادتي وعزيمتي، فكل ما اتخذته بعد إدراكي هذا هو ضرب آرائهم وانتقاداتهم السطحية السريعة عرض الحائط وملاحقة ما أريده وأحلم به. ومن هنا، نحن الذين نحلم، نحن من ننفذ ونقرر ما نريد ولن يتحمل عبء غربة أو عاقبة اختيارٍ كانت خيرًا أم شرًّا إلا من اختار. 

ختامًا.. 
أمي وأبي..
مَن حاولا ونجحا في منعي من التراجع والرجوع إلى نقطة الصفر، من نفضا عن قلبي كل غبار التعب.
أخويّ وأخواتي الثلاث..
 قلبي المتمثّل في خمسة قِطَع مختلفة، وذكرياتي الكثيرة المليئة بكم. 
صديقاتي..
ملجأ أفكاري وأحزاني وأفراحي وكل ضحكة بهجة ودمعة يأس. 
شكرًا لوجودكم، ولدعمكم، ولإيمانكم 
شكرًا لأنكم أنتم، وشكرًا لأنني بينكم. 
وللناقدين والكارهين، شكرًا لدفعي للأمام أكثر. 





Comments

  1. This comment has been removed by the author.

    ReplyDelete
  2. "تجري الرياح كما تجري سفينتنا"
    وفقكِ الله وسدد خطاكِ 🙏🏼❤️

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

رحيل جدير بالتذكّر لا النسيان

أنت لست وحدك.. وأنا لست وحدي

Faded Shade