أول خطوة غربة
أول خطواتي نحو بوابة الغربة المجهولة، كبرت عامًا أو نصف عامٍ أو أقل أو أكثر .
من بعد أول الخطوات، انحنَت روحي بعيدًا عن طريقها وضلَّل الخوف نوري
حتى لملمت شتاتها وتمالكت ما تناثر في بداية الطريق
.
.
أول خطوة غربة تعني
أنك ستحمل همّك، فرحك، حزنك، وحدكَ لا أكتاف تحيطك.. أو بالأحرى لا تريد أكتافًا تضع جلَّ ثقلك الكامل عليها؛ لئلَّا تنكسر بعد وقوفك وحيدًا كقشّة وسط ريحِ الحياة العاتية..
لا بأس بكتف صديقٍ بين حين وآخر، أكتاف أخوة، حضن أمٍّ واسعٍ كفضاء في المجرة
لا بأس بإزالة بعض ثقل الدموع، أو من وحشة الغربة، أو من بعد المسافات التي تحيل بينك وبين وطنك وأصدقائك.
أول خطوة غربة تعني
مهمتك أولًا هي أن تجمع شتات نفسك في كل مرة تهرُبُ نفسكَ من نفسك
ألّا تسمح لنفسك بالإنهزام أمام الخوف والحنين وكل شعورٌ يقبضُ قلبَك
ومهمتك ثانيًا، أن تتحمل كل صفعةٍ توجهها الحياة، وصفعاتك ما هي إلا نسيمٌ يمرّ سلامًا على وجنتيك
وتفتش عن نفسك بين طيّات كل خيبة تُحني ظهرَك..
في أول خطوة لي للغربة.. شرَّعت لي الحياة أبوابها ونوافذها
وقدَّمتُ لها كل حلمٍ فِداء
.
.
.
.
غدوتُ أسير باتجاه الحياة
باحثة عن حياة في الحياة
- ملاك أحمد
Comments
Post a Comment