نحن جميعًا نقف تحت مظلة الأحكام الموجهة للغير وقد تكون أغلبها أصابع اتهام دون وجود أدنى دليل أو دون معرفة ما يحدث خلف ستائر مسرحية الظاهر، وبما إننا واقعون تحت سيطرة الإنحياز السلبي جل ما تسمعه آذاننا وتتأثر به قلوبنا وأرواحنا وحتى هممنا العالية التي فاقت حدود السماء، هو ما يطلقه مَن حولنا دون أي إدراك لأسباب أو دوافع أو مبررات كافية لتسقط تهمة الذنب. لنفسي ولكل من تعثّر في حفر الاختيارات الكثيرة وغرق في دوامة الحيرة، لكل من وجِهت له تهمة التقصير أو تهمة عدم معرفة المصلحة أو حتى فكرة جُهِر بها سابقًا أمام الملأ منذ سنين عدة والآن تغيرت. من الخطأ أن نهتم بالجملة التي سددها شخص ناقد لا يمتلك صلاحية النقد أو كاره يضرّه كل إنجاز نفخر به أو غارق في ماضٍ ولا يمكنه المضي قدمًا، من يهمنا حقًّا هم أولئك الذين تحتضنهم عوالمنا المليئة بهم والمتسعة لهم، من امتدت قلوبهم قبل أيديهم لتنفض عنا غبار الاستسلام ويزودون هممنا بعد أن شحَّ صبرها. هؤلاء هم من يجب أن يكونوا في مقدمة صفحة إنجازاتنا وصداهم أول صدى نسمعه في مساحاتنا الشاسعة. كفتاة اختارت الغربة وجهتها الأولى، رأيت من لم ي...