تعم الفوضى، فيغرق الهدوء
وانقضى اليوم . منهكة؛ أسرع بلهفة لأتبخر في سريري الواسع؛ هذه النهايات المثالية لليالي الثقيلة المكتظة بالأشخاص والأصوات . أشرع بإمساك الرواية التي كنت أسترق الدقائق الهادئة خلال اليوم لأقرأ منها نصف صفحة، لكنني لا أقرأ . أصمت، أتأمل السكون الذي يغمر غرفتي البيضاء . أتأملها، ثم أتأملني . أصمت مجددًّا . انقضت الأيام هنا، لم يتبقى إلا القليل لأعود للروتين المفرد الخاص بي . هل افتقدته؟ لا أعلم، ربما قليلًا، أو كثيرًا، لكنني أكيدة بأنني لم أكتف من هذا كله. أُسكِتُ صوتي مرة أخرى، لكن الضوضاء لا تسكت، وأسرح . يأكلني السؤال بين حين وآخر منذ مدة طويلة . ثمَّ ماذا؟ كيف سأنتهي؟ ومالذي سيحدث في منتصف البداية والنهاية؟ رغم انشغالي هناك، وأعني هناك بالغربة التي كلما شعرت بالإنتماء لها، لفظتني، لا أزال أشعر بالفراغ . قد لا يكون الفراغ ما يثير كل هذه التساؤلات، ربما شعوري بالعجز . فيظهر تساؤلٌ ثانٍ، أي عجز هذا؟ ويظهر ثالث ي...